تعتبر مراحل أو مظاهر نمو المولود الجديد من أكثر المواضيع التي تهم الأم، خاصة إذا كان مولودها الأول. تتمكن الأم عن طريق مراقبتها لطفلها من التعرف على الكثير من العلامات والمظاهر الخارجية الدالة على نمو طفلها حديث الولادة، ولكن يجب عليها توخي الحذر والتأكد من أنه ينمو بشكل سليم. لذلك نعرض لك فيما يلي ما هي مظاهر نمو المولود الجديد، وما هي أهم المعلومات التي يتوجب عليكي معرفتها.
النمو هو التغيير الذي يحدث في جسم الإنسان من حيث الشكل والحجم وعدد الخلايا. يمر الطفل منذ ولادته بالعديد من مراحل النمو سواء كانت جسدية أو فسيولوجية أو حركية وحسية. تبدأ المرحلة الأولى للطفل من الولادة وحتى الشهر الأول، والتي يطور فيها الطفل الكثير من المهارات الحركية استجابة للمحفزات الخارجية، مثل الإمساك بالأشياء أو تحريك يديه تجاه صوت معين والقدرة على رؤية الأشياء القريبة والتعرف على بعض الروائح.
نمو المولود الجديد:
يمر الطفل بالعديد من مراحل النمو تبدأ منذ ولادته حتى يتم السنة. في الأغلب تكون أدمغة الأطفال غير مكتملة النمو عند الولادة وتستغرق وقتا لتنمو. وعادة ما يزن دماغ المولود الجديد حوالي ربع وزن دماغ الشخص البالغ، وينمو الدماغ بسرعة كبيرة في السنوات الأولى للطفل وذلك لمساعدته على تعلم مهارات جديدة تفيده في حياته. في تلك المرحلة المبكرة من عمر الطفل، يكتسب العديد من المهارات التنموية الأساسية التي تساعده على النمو بشكل طبيعي وصحه جيدة.
من الجدير بالذكر أنه يجب على الأم أن تعلم أنه هناك الكثير من الفروقات بين الأطفال، وأنه قد تظهر بعض المهارات عند مجموعة من الأطفال، ولكنها لم تظهر بعد عند مجموعة أخرى في نفس العمر، هذا لا يعني أنهم لن يكتسبوها في المستقبل القريب. على سبيل المثال، يتعلم الطفل المشي ما بين الشهر التاسع والخامس عشر، لذا يجب على الأم أن لا تقلق إذا بلغ طفلها الشهر الثالث عشر دون أن يمشي، حيث أنه لا يزال يتعلم بعض المهارات الأخرى مثل الزحف أو الوقوف والذي يدل على أنه سيمشي قريباً. أما إذا بلغ الطفل من العمر 15 شهراً ولم يبدأ في المشي أو تعلم أي مهارة أخرى مثل الزحف أو الوقوف، يجب على الأم حينها مراجعة الطبيب للتأكد من عدوم وجود أي مشكلة طبية قد تؤثر على نموه.
مظاهر نمو المولود الجديد:
توجد العديد من مظاهر نمو المولود الجديد والتي تشير إلى نمو الطفل، منها ما يلي:
1- المظاهر الفسيولوجية:
تختلف المظاهر الفسيولوجية بشكل كبير بين المولود الجديد والأشخاص الأكبر منه في العمر، مثل:
- وزن المخ عند الطفل المولود حديثاً يكون بمعدل 25% من وزن المخ عند الطفل البالغ.
- تكون دقات أو ضربات القلب عند المولود الجديد أسرع، حيث تكون سرعتها بمعدل 160 دقة في الدقيقة الواحدة.
- تعتبر سرعة التنفس عند المولود الجديد أسرع بكثير من الطفل الكبير أو الشخص البالغ، ولكنها تتباطئ مع نمو الطفل حتى تصل إلى المعدل الطبيعي بما يتناسب مع عمره.
- ضغط الدم عند الطفل المولود حديثاً يكون ضعيفاً مقارنة بالشخص البالغ.
- يقوم الطفل حديث الولادة بالرضاعة بشكل أكثر من الطفل الأكبر منه سنناً، حيث تصل عدد مرات الرضاعة تقريباً إلى مرة كل ثلاث ساعات.
- عدد مرات التبول والتبرز عند المولود الجديد أو الرضع تكون أكثر من الطفل الأكبر منه سنناً، حيث تصل عدد مرات التبول تقريباً إلى مرة كل ساعة إلى ست ساعات، وعدد مرات التبرز من مرة إلى خمس مرات تقريباً.
- تختلف حاجة الطفل حديث الولادة إلى النوم بشكل كبير عن الطفل البالغ. أغلب أوقات اليوم يقوم بقضاءها في النوم،
- يكون هناك انخفاض في درجة حرارة جسم الطفل حديث الولادة مصاحب بقلة حركته ونشاطه، بالإضافة إلى بطء في الدورة الدموية مع انتظام التنفس وانخفاض سرعته مقارنة بالشخص البالغ.
- يعد الجهاز العصبي عند الطفل حديث الولادة كاملاً من حيث الخلايا المكونة له، بينما تكون وظائفه غير فعالة بالكامل مقارنة بالطفل البالغ.
2- المظاهر الجسدية:
تعتبر المظاهر الجسدية من المظاهر الملحوظة وذلك بسبب زيادة حجم الجسم أو أجزاء منه، وتتضمن ما يلي:
- تبدأ أطراف الطفل بالنمو حيث تكون ضعيفة ولينة منذ يومه الأول لتصبح أكثر صلابة، ليستطيع استخدامها في الوقوف أو إمساك بالأشياء.
- تكون عضلات الطفل ضعيفة للغاية منذ ولادته، ولكن مع الوقت تبدأ في أن تصبح قوية. لذلك يجب التعامل معه بحذر عند حمله ووضعه في الفراش.
- تختلف كمية الشعر التي تغطي جسد ورأس الطفل منذ اليوم الأول لولادته وأثناء نموه، حيث من الطبيعي أن يولد الطفل بدون شعر في جسده ورأسه ثم يبدأ هذا الشعر في الظهور تدريجياً مع مرور الوقت.
- يختلف حجم الرأس نسبياً مع وزن أو حجم جسم المولود منذ اليوم الأول لولادته، حيث يكون حجم الرأس أكبر قليلاً من حجم الجسم في بداية عمر الطفل ثم يبدأ بعد ذلك أن يتوازن كل منهما مع الآخر.
- تختلف أيضاً حجم عيون الطفل المولود عن الطفل الكبير أو الشخص البالغ، فمثلاً تكون بنصف حجم عين الشخص الكبير أو البالغ.
3- المظاهر الحركية:
- يتميز الأطفال حديثي الولادة بالحركة السريعة والخفيفة، وغير المنتظمة مقارنة بالطفل البالغ.
- ترتبط حركة الطفل المولود حديثاً بشعوره بالخوف أو الفزع أو الفرح، حيث يعبر عن ذلك من خلال انتفاض جسده أو برسم ابتسامة خفيفة على وجهه.
- الطفل الحديث الولادة يكون مستلقياً طوال الوقت على ظهره سواء كان نائماً أو مستيقظا. ومع الوقت يبدأ في التحرك يميناً ويساراً حتى يصبح قادراً على الوقوف لفترات طويلة، وبشكل متزن.
4- المظاهر الحسية:
- تعد حاسة السمع من أقوى الحواس التي يولد بها الطفل حيث تكون مفعلة بشكل كامل ويستطيع سماع كل الأصوات، ولكنه لا يستطيع التمييز بينها أو سماع الأصوات ذات التردد المنخفض.
- تكون حاسة البصر عند الطفل المولود حساسه للغاية تجاه الضوء، لذا يلاحظ دائماً أن الطفل يبدأ في تحريك رأسه بشكل سريع عندما يتعرض للضوء الساطع أو القوي.
- حاسة الشم عند الطفل المولود حديثاً تكون ضعيفة جداً، ولكنه يستطيع في بعض الحالات شم الروائح النفاذة والقوية.
- من الحواس الضعيفة أيضاً عند الطفل حديث الولادة هي حاسة التذوق، حيث لا يستطيع التمييز بين كل ما هو حلو أو مُر.
- شعور الطفل بالألم أو حاسة الإحساس تكون ضعيفة عند الطفل في الأيام الأولى من ولادته ثم تبدأ في النمو والتزايد يوماً بعد يوم بشكل تدريجي.
5- المظاهر اللغوية والانفعالية:
- يعتبر البكاء والصراخ هما البداية الأولى للنمو اللغوي عند الطفل منذ ولادته، ويعتبران أيضاً من الأمور الطبيعية التي تدل على نمو الطفل بشكل صحي وسليم. يمكننا هنا التمييز بين الأنواع المختلفة من البكاء والصراخ:
- عندما يكون البكاء والصراخ متقطع خلال اليوم، فهذا يدل على شعور الطفل بالضيق والملل وعدم الراحة من أمر ما.
- إذا كان الصراخ حاداً وشديداً لمدة ساعتين يومياً، فهذا يدل على شعور الطفل بالعصبية أو أنه شديد الانفعال تجاه أمر ما.
- حين يصيح الطفل أو يصرخ بشكل حاد لساعات طويلة خلال اليوم فهو دليل على الألم.
- يجب معرفة أن بكاء الطفل دليل على تعبيره عن نفسه عندما يكون محتاجاً لأمر معين من الطعام أو تغيير حفاضته.
- أما الصراخ فهو عبارة عن تعبير من الطفل عن شعوره بالحب أو الغضب والكره تجاه أمر ما يحدث من حوله.
6- المظاهر الاجتماعية:
يعتمد هذا النوع من المظاهر على البيئة المحيطة أو التي يتربى بها الطفل، فكلما كانت هذه البيئة اجتماعية ومتفاعلة أكثر مع الآخرين كلما كان الطفل اجتماعي ومتفاعلاً أكثر مع المحيط الخارجي له، والعكس صحيح. ومن ناحية أخرى، يعتمد الطفل في هذا الجانب على الأم اعتماداً كبيراً، فكلما كانت الأم شخصاً منفتحاً على العالم الخارجي، واجتماعية بشكل متزن مع الآخرين كلما كانت شخصية الطفل متزنة من هذه الناحية، والعكس صحيح أيضاً. تبدأ المظاهر الاجتماعية في الوضوح تدريجياً عندما يبدأ الطفل في النمو، والتعرف أو الخروج أكثر من المنزل، والجلوس مع أشخاص آخرين غير الأب والأم.
تتفاوت كل هذه الظواهر في وضوحها كلما كبر الطفل في السن، حيث تبدأ هذه المظاهر بشكل خفيف أو غير واضح أو لفترات قليلة ثم تبدأ في الظهور بشكل واضح أو لفترة طويلة عندما يكبر الطفل وينمو.
أهم العوامل التي تؤثر على نمو الطفل:
يعتمد نمو الطفل وتطوره على الكثير من العوامل البيئية، سواء كانت داخلية أوخارجية. بالاضافة إلى وجود عوامل خارجة عن سيطرتنا، ومن أهم العوامل التي تؤثر على نمو الطفل ما يلي:
علم الوراثة:
تؤثر الوراثة على جميع جوانب نمو الأطفال؛ كطولهم ووزنهم ولون شعرهم وعيونهم أو بشرتهم، كما قد يساهم العامل الوراثي في نقل أمراض معينة من الآباء إلى أبنائهم مثل مرض السكري.
الهرمونات:
عادة ما يؤثر عدم التوازن الهرموني على وظائف الجسم المختلفة، مثل عيوب السمنة ومشاكل السلوك، كما أن الهرمونات الطبيعية مهمة للتطور البدني والطبيعي للأطفال.
الجنس:
يختلف نمو الفتيات عن نمو الأولاد؛ لأن لكل منهما طريقة نمو مختلفة خاصة في فترة البلوغ، حيث يكون الأولاد أو الصبيان عموماً أطول وأقوى جسدياً من البنات. إلى جانب ذلك، ينمو الأولاد على مدى فترات زمنية أطول بينما تنضج الفتيات بشكل أسرع وفي وقت أقل، وحتى مزاج الأولاد يختلف عن الفتيات.
التغذية:
تعتبر التغذية عاملاً أساسياً وحاسماً في نمو الطفل، لذلك فكل ما يحتاجه الجسم لبناء العضلات وإصلاح أي عيوب يوجد في الطعام الذي يأكله الطفل. وقد يؤدي سوء التغذية إلى المرض وقلة النمو، الأمر الذي يؤثر سلباً على الطفل. ومن ناحية أخرى، يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى السمنة والعديد من المشاكل الصحية الأخرى في المستقبل، مثل؛ داء السكري وأمراض القلب وأمراض أخرى. من أفضل أنواع الأطعمة التي تساعد الطفل على النمو بشكلاً طبيعياً هي الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والبروتينات والمعادن، وأيضاً الدهون الضرورية لنمو الدماغ.
ممارسة الأنشطة:
تساعد الأنشطة التي يمارسها الطفل على زيادة قوة العضلات والعظام في جسمه. ومن ناحية أخرى، يساعد اللعب بشكل عام على نمو الأطفال بشكل طبيعي وفي وقت مناسب، واللعب في الهواء الطلق يساعد على بناء المقاومة ومنع الحساسية. إلى جانب ممارسة التمارين والرياضات بشكل يومي، الأمر الذي يحافظ على صحتهم ويساعدهم في مقاومه المرض وتقوية جهاز المناعة.
البيئة:
البيئة المحيطة بالطفل تلعب دوراً كبيراً في نموه، حيث تقوم بتحفيز النمو البدني والنفسي للطفل الأمر الذي يؤثر على نموه في مراحله الأولى، إذ يؤثر الوضع المادي والبيئة الاجتماعية والجغرافية على علاقة الطفل مع الأسرة والأقران.
الأسرة:
يكون للأسرة تأثير عميق على نمو الطفل وتنمية قدراته المعرفية منذ مراحل نموه الأولى، حيث أن أكثر ما يحتاجه الطفل هو الحنان والحب والعناية والاهتمام. ويمكن للأسرة أن تستثمر وقت الطفل في العديد من الأنشطة، مثل القراءة أو اللعب معه وإجراء حوارات هادفة معه، أما إهماله وعدم الاهتمام به سيؤثر سلبًا على نموه، وسينتهي به الأمر بمهارات اجتماعية ضعيفة، إلى جانب مشاكل وصعوبات في التواصل مع الآخرين.
الاحتياجات الأساسية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة:
هناك الكثير من الاحتياجات الأساسية التي يجب أن تتوفر للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك لينمو بشكل صحي وطبيعي. لذا يجب على الأهل في هذه المرحلة مراعاة ما يلي:
- يجب على الأهل توفير الحماية اللازمة لأطفالهم لأنهم يكونون في حاجة للشعور بالأمن والسلامة.
- تقديم الحب والعاطفة وإظهارها لأطفالهم والتواصل كثيرًا، لأنّ ذلك يجعل الطفل أكثر ثقة وسعادة.
- يحتاج الطفل إلى الشعور بأنه مقبول اجتماعيًا وينتمي إلى المجتمع الذي يعيش فيه.
- يعد احترام الذات من أهم الأشياء التي يجب على الآباء تعليمها لأطفالهم.
- الحاجة إلى الاستفسار والمعرفة والفهم.
- يكون الطفل في أغلب الأوقات في حاجة إلى التعلم من أجل النجاح .
- حاجة الطفل للعب والحركة في هذه المرحلة تكون بشكل أكبر من مرحلة البلوغ.
- يحتاج دائماً الطفل إلى المرح والفكاهة والضحك، لذا أحرص على تقديم ذلك له.
بعد أن تعرفنا على مظاهر نمو المولود الجديد مقارنة بالطفل البالغ، يجب علينا التشديد على ضرورة مراقبة الأم للطفل منذ اليوم الأول لولادته وحتى أن يكبر ويستطيع أن يعبر من تلك المرحلة. والمقصود هنا بمراقبته أي التركيز على كل تصرفاته وسلوكياته من الناحية السمعية والبصرية والحسية، وكافة المظاهر التي تم ذكرها في المقال. وذلك لمعرفة أنه ينمو بشكل طبيعي أم لا، والحرص على أخذ الخطوات والاجراءات اللازمة في حالة وجود مشكلة لديه.