تعتبر فترة الحمل من التجارب الجميلة التى تمر بها المرأة بعد الزواج. حيث تتضمن لحظات الشغف والترقب لانضمام فرد جديد للعائلة، ولكنها تكون متعبة وصعبة في بعض الأحيان. ودائماً ما يصاحب تلك الفترة العديد من الأعراض والتغيرات التى تظهر على النساء، ومنها ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل. أيضاً تختلف تلك الأعراض من امرأة لأخرى وأحياناً لدى نفس المرأة من حمل لآخر.
قد تظهر بعض السيدات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بصحة جيدة وحيوية عالية. في حين يشعر البعض الآخر بالتعب والإرهاق المصاحب بالغثيان الصباحي والمغص، وتعتبر تلك الأعراض هي الأكثر شيوعًا خلال فترة الحمل. سنتحدث في هذا المقال عن أحد تلك الأعراض التى تواجه النساء وهو ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل، من حيث أسبابه وهل يعتبر من العلامات الأولى للحمل. سنذكر أيضاً بعض النصائح التى تساعد على تخفيف هذا الألم، وهل هناك علاقة بينه وبين نوع الجنين.
أسباب ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل؟
توجد أسباب عديدة لألم الجنب الأيسر في بداية الحمل. منها أسباب طبيعية لا تشكل خطورة على الحمل، وذلك نتيجة التغيرات التى تحدث للمرأة أثناء فترة الحمل. وهناك أسباب أخرى قد تشكل خطراً والتي يصاحبها ظهور أعراض أخرى تتطلب الكشف والعلاج. سنتعرف فيما يلي على أشهر هذه الأسباب:
بعض أسباب ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل والتي لا تشكل خطورة على الحمل:
1- ألم المبيض:
يعتبر من أشهر الأسباب الطبيعية والذي لا يقتصر الإحساس به على الجانب الأيسر فقط، بل قد تشعر الحامل أيضًا بألم الجنب الأيمن في بداية الحمل ومنطقة أسفل البطن. وقد يتسبب انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم في ظهور هذا الألم أيضاً. الأمر الذي يعتبر من أسباب وجع المبيض الأيسر أثناء الحمل.
2- غازات البطن:
- أحد أسباب انتفاخ البطن وتكوين الغازات هو التغير الذي يحدث في الهرمونات أثناء فترة الحمل. الشيء الذي قد يؤدي إلى ضغط الرحم على الجهاز الهضمي، مما يسبب اضطرابات في عملية الهضم وبالتالي تلك الغازات. لا تشكل الغازات خطراً كبيراً على الحامل لأنها في النهاية ستخرج من خلال المستقيم أو المريء. لكن، كثرة الغازات قد يؤدي إلى الشعور بألم الجنب الأيسر في بداية الحمل.
- ينصح بتناول كميات صغيرة من الطعام ولكن بشكل متكرر على مدار اليوم للتخلص من ألم الغازات. بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والابتعاد عن الأطعمة المسببة للغازات، مثل الأطعمة الدهنية والمقلية.
3- الإمساك:
- يعد الإمساك من أكثر المشكلات الشائعة خلال فترة الحمل ويؤثر بشكل كبير على الحامل. حيث يصاحبه مغص في الجانب الأيسر من البطن، ولكنه غالباً لا يشكل خطراً على الحامل. هناك عوامل عديدة تسبب الإمساك أثناء فترة الحمل منها:
- التغيرات الهرمونية.
- اتباع نمط غذائي معين؛ مثل الإكثار من تناول الأطعمة التي تخلو من السوائل والألياف.
- قلة النشاط وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول أقراص الحديد.
- ينصح بشرب المزيد من الماء وتناول وجبات صغيرة ولكن بشكل متكرر على مدار اليوم للتخلص من الإمساك. مع مراعاة زيادة كمية الألياف في تلك الوجبات. إلى جانب ممارسة بعض التمارين الرياضية المخصصة للحامل.
4- تمدد الرحم:
تمدد الرحم هو أهم أسباب ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل. يظهر غالباً بعد الشهر الثالث من الحمل، وذلك بسبب نمو الرحم أثناء فترة الحمل. حيث تتمدد أربطة الرحم، فتشعر الحامل بتقلصات وألم شديد نتيجة انقباض وتشنج هذه الأربطة، خاصة مع الحركات المفاجئة مثل السعال أو الضحك، وقد يكون الألم متقطعاً أو حاداً. وتسمى هذه الحالة بألم الرباط الدائري أو ألم أربطة الرحم المستديرة.
5- ألم حزام الحوض (Pelvic girdle pain):
ألم شديد يظهر في المفصل الذي يربط بين العظمتين في الجزء الأمامي من الحوض والذي يدعى مفصل الارتفاق العاني (Pubic symphysis). يحدث هذا نتيجة لارتخائه خلال المرحلة الأولى من الحمل. عادة يظهر الألم فوق هذا المفصل في منطقة البطن.
6- التهاب أو عدوى المسالك البولية:
يعتبر التهاب أو عدوى المسالك البولية من الحالات الشائعة أثناء فترة الحمل. الأمر الذي يؤدي إلى ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل مصحوبًا بالشعور بحرقة أثناء التبول وكثرة التبول وأحيانًا ارتفاع في درجة الحرارة. ويجب عليكِ مراجعة الطبيب المعالج إذا شعرتٍ بأي من تلك الأعراض.

من أسباب ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل التي قد تشكل خطورة على الحمل:
1- تكيس المبايض:
- يعتبر تكيس المبايض من المشكلات الهرمونية الشائعة التي تصيب النساء. حيث تعاني تلك النساء من مشكلات في الخصوبة. ويتسبب تكيس المبايض في فشل إنتاج البويضات بشكل منتظم. مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وتقلبات هرمونية.
- أما في مرحلة الحمل، لا تظهر أي أعراض في معظم الحالات المصابة بتكيس المبايض. إلا أنه قد تستمر في النمو فتنفجر أو تتسبب في التواء المبيض. الأمر الذي ينتج عنه شعور بألم الجنب الأيسر في بداية الحمل. إلى جانب ذلك يحدث انتفاخ في البطن ويظهر شعور بثقل فيه، واحتمال المعاناة من الحمى والتقيؤ.
- أحياناً تتشكل تلك التكيسات أثناء فترة الحمل ومن ثم تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجه إلى علاج. لكن في حالة انفجار هذه الأكياس، يجب مراجعة الطبيب المعالج على الفور. لأنها قد تحتاج في بعض الأحيان إلى الجراحة.
2- التواء المبيض:
- يحدث التواء المبيض عندما يبتعد عن الأربطة التي تثبته في مكانه. مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم عنه وعن قناة فالوب أيضًا. الأمر الذي قد يتسبب في موت الأنسجة في حال استمرار تقييد الدم لفترة طويلة. عادة ما يحدث الالتواء في مبيض واحد فقط، وقد يحدث للنساء قبل أو أثناء أو حتى بعد الحمل بمختلف أعمارهن، ولكنه يزداد عند النساء دون سن الثلاثين.
- ومن أعراضه:
- ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل أو في الجانب الأيمن، ويكون هذا الألم شديد جدًا.
- الشعور بالدوخة أو الأحساس بالغثيان.
- الإصابة بالحمى.
- زيادة في معدل التنفس.
- ومن أسبابه:
- تكيس المبايض.
- الأدوية التي تساعد على تحفيز عملية الاخصاب.
- في حالات نادرة من الممكن ان تنتج هذه المشكلة عن زيادة في طول الاحزمة المبيضية لتتخطى بهذا طولها الطبيعي ما يسبب الانقلاب.
3- الحمل خارج الرحم أو الحمل المهاجر:
يحدث الحمل خارج الرحم نتيجة انغراس البويضة المخصبة خارج بطانة الرحم، الأمر الذي يحدث عادة داخل إحدى قناتي فالوب، وهذا يعني أن الحمل لم يحدث في مكانه الطبيعي. قد لا تصاحب هذه الحالة أعراض واضحة خلال الفترة الأولى من الحمل، ولكنها من الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة حيث تعتبر من أهم وأخطر أسباب ظهور ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل، والذي قد يشكل تهديدًا لحياة الأم في حال انفجار قناة فالوب. ومن الأعراض الأخرى التي قد ترافق هذه الحالة هي النزف المهبلي، والدوخة، والشعور بانزعاج في المعدة والبطن.
عدة أسباب أخرى لألم الجنب الأيسر في منتصف وأخر الحمل؟
1- انقباضات "براكستون هيكس":
هي عبارة عن مجموعة من الانقباضات أو التقلصات الناتجة عن الضغط الزائد في منطقة الرحم والتي قد تحدث أثناء فترة الحمل، وينتج عنها ظهور ألم في الجنب الأيسر للحامل. تبدأ عادة في الثلث الثاني من الحمل، ولكن يزداد حدوثها في الثلث الأخير منه. وأحيانًا يختلط الأمر على الحامل حيث يصعب تفرقتها عن الانقباضات الطبيعية التي تظهر قبل الولادة، ولكنها ليست منتظمة ومتتالية كآلام الولادة. قد تحدث تلك الانقباضات نتيجة للأصابة بالجفاف، وقد يساعد على تخفيفها شرب الماء أو تغيير وضعية الحامل.
2- ركل الجنين:
مع مرور الوقت وكبر حجم الجنين، يبدأ بالحركة داخل رحم الأم وتصبح قادرة على الأحساس بحركاته المختلفة، حيث يقوم بعمل ركلات تسبب ألم في الجنب الأيسر. ولكن مع تقدم الحمل تعتاد الأم على هذه الحركات المفاجئة وتنتظرها بشغف وتشوق.
3- انفصال المشيمة المبكر (Placental abruption):
يحدث انفصال المشيمة عادة في الشهر التاسع من الحمل ويعتبر حينها أمرًا طبيعيًا، ولكن في حالة حدوث ذلك قبل الموعد الطبيعي للولادة يسمى بانفصال المشيمة المبكر، والذي يسبب ألم في الجنب الأيسر من البطن ويصاحبه نزيف بين المشيمة وبطانة الرحم. ويعد انفصال المشيمة المبكر خطرًا على الحامل لذلك يجب اللجوء إلى الطبيب المعالج فوراً.
4- الإجهاض:
هو انتهاء الحمل أو فقدان الجنين قبل أن يكون قادرًا على الحياة، ويعتبر خطر الإجهاض أحد أكثر المخاوف التى تواجه الحامل. ويتسبب في حدوث ألم فى الجنب الأيسر للحامل أسفل البطن، نتيجة لانقباضات الرحم التي تساعده في طرد بقايا الجنين المجهض والتي تشبه آلام الدورة الشهرية، ولكنها تكون أشد ألمًا.
5- الولادة المبكرة:
تحدث الولادة المبكرة عادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وتكون عبارة عن تشنجات أو تقلصات في الرحم تسبب تمدد في البطن يشعر الحامل بألم في الجانب الأيسر شبيه بآلام الدورة الشهرية، يصحاب هذا الألم ظهور علامات أخرى مثل الإفرازات المهبلية أو النزيف.
بعض العوامل الأخرى التى قد تؤدي إلى آلام في منطقة البطن أثناء الحمل:
هناك عدة أسباب غير مرتبطة بالحمل قد تسبب آلام في منطقة البطن أثناء فترة الحمل، أهمها:
- قرحة المعدة.
- حصوات الكلى.
- عدم تحمل اللاكتوز.
- إلتهاب البنكرياس.
هل يعتبر ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل من علامات الحمل المبكر؟
يحدث ألم الجنب الأيسر فى بداية الحمل نتيجة لانغراس البويضة المخصبة فى بطانة الرحم، ويكون ذلك بعد مرور حوالي إثنا عشر يومًا من الحمل. فمن أعراض الحمل ألم في الجهة اليسرى ويعد ذلك علامة من علامات الحمل المبكرة، ولكن للتأكد من وجود حمل بشكل دقيق يجب الحصول على إختبار حمل إيجابى سواء عن طريق إختبار الحمل المنزلي التقليدى أو تحليل الدم، ويفضل إجراء الإختبار بعد تأخر الدورة الشهرية لضمان النتيجة.
العلاقة بين ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل ونوع الجنين:
متى يعتبر وجع الجنب من علامات الحمل؟ وهل يعتبر ألم الجنب الأيسر من علامات الحمل بولد؟ وإذا كان ألم المبيض الأيسر من علامات الحمل بولد؟ هناك اجتهادات بأن ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل وتفضيل الحامل للنوم على الجانب الأيسر يشير إلى أن الجنين ذكر، وذلك بسبب ثقل جمجمه الجنين الصبى عن الأنثى. الأمر الذي يزيد الضغط على الجانب الأيسر بشكل أكبر مما يسبب هذا الألم، ولكن يجب التنوية على أن هذه مجرد اعتقادات إما أن تصيب أو إما أن تخيب. لذا فلا يجب الاعتماد على هذه العلامات فقط بل على الحامل التأكد من نوع الجنين من خلال زيارة الطبيب والخضوع للموجات فوق الصوتية بداية من الشهر الخامس من الحمل.
أهم النصائح التي يمكنك اتباعها للتخلص أو لتسكين من ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل:
هناك عدة نصائح أو خطوات يمكن للحامل اتباعها للتخلص من ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل أو على الأقل تسكين هذا الألم على مدار اليوم، ومنها:
1- إتباع نظام غذائي صحي:
يجب على الحامل إتباع نظام غذائي صحي وتجنب الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية، إلى جانب تقسيم الوجبات خلال اليوم إلى كميات صغيرة، بالإضافة إلى تناول الخضروات والفواكه والأطعمة التي تحتوي على الألياف للتقليل من الإمساك والإنتفاخ، والقيام أيضًا ببعض التمارين الرياضية الخفيفة مما يخفف من ألم الجنب الأيسر فى بداية الحمل.
2- تغيير الوضعية:
يعمل تغيير وضعية جسم الحامل على إيقاف ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل خاصة إذا كان هذا الألم نتيجة للرباط الدائري، وفي حالة ظهور ذلك الألم أثناء القيام بعمل ما مثل المشي أو الوقوف إذا كانت جالسة فيجب عليها الاستلقاء على السرير، وعادة ما يساعد الاستحمام بماء دافئ على استرخاء الجسم وتقليل الألم.
3- شرب كمية كافية من السوائل:
مما لا شك فيه أن شرب كميات كبيرة من الماء يساعد في تجنب انقباضات “براكستون هيكس”، إلى جانب أخذ قسط كاف من الراحة وتجنب الإرهاق والتوتر، الشيء الذي يساعد على تخفيف ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل.
4- التدليك:
يساعد التدليك الخفيف وممارسة بعض التمارين الرياضية كاليوغا أثناء الحمل على استرخاء الجسم وتخفيف ألم الجانب الأيسر من البطن عند الحامل، بالإضافة إلى أن النوم في أوضاع مريحة يخفف من الضغط على الرحم، ويمكن أيضًا استخدام بعض الأحزمة التي تدعم منطقة البطن والظهر.
5- المسكنات:
يمكن للحامل تناول بعض المسكنات الآمنة للتخفيف من ألم الجنب الأيسر في بداية الحمل، ولكن يجب استشارة الطبيب المختص لوصف المسكنات المناسبة.